خريستو بوتيف.. شاعر المقاومة والحرية
احتفلت بلغاريا، اليوم الأربعاء، بالذكرى الـ 173 لميلاد شاعر المقاومة والحرية خريستو بوتيف، الذي ولد في العام 1847 وخاض نضالًا شريفًا ضد الاحتلال التركي لبلغاريا، وألهب حماس البلغار للدفاع عن بلدهم عبر قصائده الحماسية الثورية، وقاد فرق المقاومة للشباب البلغاري الحر العائد من رومانيا عبر نهر الدانوب لمحاربة الغزاة، لكنه لقى مصرعه بعد معركة غير متكافئة مع قوات تركية غفيرة في مدينة فراتسا في شمال بلغاريا، في 20 مايو 1876، ليصبح بحق شاعر بلغاريا الكبير.
وشهدت بلغاريا احتفالًا رسميًا متواضعًا، هذا العام، بسبب القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا، حيث بدأ الاحتفال في مسقط رأسه في مدينة كلوفر، جنوب شرقي بلغاريا، بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري، وسط عزف الموسيقى العسكرية في ساحة متحف خريستو بوتيف الوطني.
وقالت مديرة المتحف آسيا نيكولوفا، إن “الاحتفال هذا العام سيكون بالصمت والزهور، بسبب الظروف التي يجد مجتمعنا نفسه فيها اليوم”، مضيفة أن “من لا يستطيع الحضور يمكنه تذكر كلماته العطرة، وأبيات شعره، والأهم هو الاحتفاظ بالذاكرة، ذكرى أولئك الذين ضحوا بـ “القوة والشباب”، كما كتب بوتيف نفسه، لتصبح اليوم بلغاريا، حرة ومستقلة”.
وأضافت نيكولوفا ، أن المتحف الوطني “خريستو بوتيف” ، حيث يتم حفظ المقتنيات الشخصية للشاعر الثوري، سيفتح أبوابه طوال الأسبوع للزوار مع الأخذ في الاعتبار إجراءات الكورونا.
وفي ذكرى ميلاد فارس المقاومة والحرية، اختارت تواصل نشر قصيدة НА ПРОЩАВАНЕ أو “وداع”، أحد أبرز قصائد بوتيف الثورية الحماسية التي كتبها في العام 1868:
لا تذرفي الدموع يا أم! ولا تحزني!
أجل، إن ابنك ثائر
ثائر متمرد
لقد تركتك بائسة
لا تبكي يا أم
والعني جور المغتصب
الذي طردنا.. نحن الشباب
الى الأرض الأجنبية الكئيبة
حيث نهيم..
لا دفء، لا مأوى
محرومين من الحب
محرومين من كل شيء
أعلم يا أم أنني غالٍ عليك
أعلم أني قد أموت شابًا
ربما كان ذلك غدًا
وأنا اجتاز “الدانوب” الأبيض الهادئ
ولكن ماذا أستطيع؟
فأنت يا أم أعطيتني
قلبًا شجاعاً، قلب بطل
قلباً لا يستطيع احتمال
مرأى التركي وهو ينقض
على وطن أجدادي
على الأرض التي فيها ترعرعت
ورضعت أولى قطرات الحليب
على مرابع هواي
حيث كانت حبيبتي
ترفع تظرات عينيها الكبيرتين السوداوين
ومع ابتسامة عذبة حلوة
تغرسها في قلبي الجريح
آه يا أمي، أمي الباسلة
وداعاً وسامحيني
فأنا مسرع على نداء الشعب
وعلى ظهري بندقيتي
لأقاتل عدونا.. هناك
لأجل كل ما هو غالٍ على
لأجلك، لأجل أبي وأخوتي
وسيكتب حسامي معركة الشرف.
يا أم، عندما تسمعين
أزيز الرصاص، فوق سطح البيت
عندما تشاهدين انبثاق الفتيان
فاخرجي وأسأليهم عني
وإذا أخبروك أني سقطت
صريعًا برصاصة
فلا تبكي عندئذٍ يا أم
ولا تصغي، خاصة إلى تلك الأصوات الشريرة
التي تنال مني
عودي إلى بيتنا
وليقص قلبك على الصغار كل شيء
ليعلموا.. وليتذكروا
أن اخاهم سقط بعيدًا عنهم
إذ لم يكن المسكين يستطيع
أن يحني رأسه أمام الأتراك
لم يكن يستطيع أن يرى
آلام الفقراء .. دون أن يرتعد.
وبعد.. سامحيني يا أم
ولا تنسيني يا حبيبتي
كتيبتي الأن راحلة
الدرب رهيبة.. لكن مجيدة
قد اموت عليها شابًا
ولست أبغي مكافاة
إلا أن يهتف الشعب ذات يومٍ
” لقد مات المسكين في سبيل العدالة،
العدالة… والحرية”.